الثلوج تغطي شوارع ألمانيا ومقتل ثلاثة في سلوفينيا وتأهب بالنمسا وكرواتيا

الثلوج تغطي شوارع ألمانيا ومقتل ثلاثة في سلوفينيا وتأهب بالنمسا وكرواتيا

 

رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي يعاني منها العالم حاليا، استيقظ السكان في ألمانيا وسلوفينيا والنمسا وكرواتيا على شوارع مغطاة بطبقة من الثلوج الكثيفة، وتعرضت البلاد إلى حالة من الفوضى شهدت سقوط ضحايا وإتلاف ممتلكات وأراضٍ.

وغطت عاصفة ثلجية شوارع وسط مدينة ريوتلنجن الألمانية، بطبقة من الثلج نحو 30 سنتيمترا من الثلج، وما زالت شركات كاسحة الجليد وتعمل على إزالتها وفق صحيفة التليجراف.

كما أن أوراق الشجر التي تساقطت في غير أوانها تسببت في سد فتحات التصريف للمياه، لذلك تدفقت مياه الثلج إلى مواقف السيارات تحت الأرض، والطوابق السفلية والمباني السكنية.

وتم نشر نحو 250 من أفراد فرقة الإطفاء المحترفة وجميع إدارات فرقة الإطفاء التطوعية في نحو مئة مهمة.

وفي النمسا، تأثرت كانتون كارينثيا الألبية، وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات، كما تم إغلاق العديد من المعابر الحدودية بين النمسا وسلوفينيا بسبب الفيضانات والانهيارات الطينية والحطام، وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات في جنوب البلاد. 

ووفقًا للسلطات، تم الإعلان عن إنذار الحماية المدنية في ستيريا وكارينثيا، وطلب من المواطنين عدم السفر بالسيارة إلا في حالة الضرورة القصوى.

كما طالبت الحماية المدنية السكان بالذهاب بشكل مؤقت إلى منازل الأصدقاء والأقارب الذين هم في أمس الحاجة إليها لأن العديد من ملاجئ الدولة ليست آمنة، وتم إنشاء مأوى للطوارئ في منشأة عامة لأولئك الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه.

وقالت وزارة الداخلية النمساوية في بيان، اليوم الأحد، إن هناك قلقا من الانهيارات الأرضية الناجمة عن الفيضانات المتزايدة في ولايات في ستيريا وكارينثيا وجنوب بورغنلاند، موضحة أنه في ولاية كارينثيا أدى تدفق المياه والمنحدرات الرطبة والمنزلقة باستمرار إلى نشر فرق إطفاء جديدة وعمليات إخلاء، حيث ارتفع منسوب النهر بشكل حاد.

وأضاف البيان أنه في كارينثيا ما زالت خمس مقاطعات من أصل 10 متضررة من الفيضانات، كما تم إجلاء 20 أسرة تضم نحو 50 شخصا بسبب الانهيار الأرضي المرعب، لافتا إلى أن مخاطر الانهيارات الأرضية مرتفعة حيث لا يزال مستوى المياه في بحيرة جروسيلدورفر مرتفعًا جدًا.

ومن جانب آخر، أنقذ الأمن 23 شخصًا من المصطافين النمساويين من الفيضانات والأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة التي ضربت دولة سلوفينيا المجاورة، والتي تواجه أيضا خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.

وفي سلوفينيا، لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم في العاصفة وغمرت المياه العديد من مسارات القطارات والطرق السريعة منذ يوم أمس بسبب الأمطار الغزيرة.

كما اضطر عمال الحماية المدنية إلى إجلاء عشرات الأشخاص بمساعدة طائرات الهليكوبتر، بمن في ذلك مرضى من مستشفى للأمراض النفسية في بيجونج، شمال البلاد، بالقرب من الحدود النمساوية، حيث غُمِر كل من الطابق السفلي والطابق الأرضي بالكامل.

وفي كرواتيا، اندلعت حالة تأهب شديدة خوفا من انتشار الفيضانات في شمال البلاد، وارتفع منسوب مياه الأنهار بشكل كبير وسريع للغاية، دون أي انخفاض في التوقعات حتى الآن.

من جانبه يحذر معهد الأرصاد الجوية الحكومي النمساوي، من أن منطقة الضغط المنخفض فوق إيطاليا ستجلب كميات كبيرة من الأمطار. 

وأوضح عالم الأرصاد هانيس ريدر أنه من المتوقع حدوث فيضانات وتدفقات طينية أخرى، خاصة في جنوب النمسا، حيث إن الأرض مشبعة بالفعل بالأمطار الأخيرة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية